"هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟!"
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟!"
باللسان نبني الأنفس ونذكر الله ونقرأ كتابه وبه نصير مفاتيح خير مغاليق شر،
ولكن إذا أصابت اللسان آفاته، عبد غير الله تعالى وأشرك به,
وأحدثت البدع وقرحت أكباد وعذب أبرياء ومظلومون،
وخربت بيوت وطلقت نساء وقذفت محصنات ونهبت أموال،
وخوصمت النفوس وملأت كرهاً لسب وقذف وشتم بعضنا البعض
قال الله تعالى :
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
(18)" سورة ق
اللسان هو المعبر عما في قلب الواحد منا، فالإنسان عبارة قلب في الداخل ولسان نسمع منه الخير والشر فإذا اعتبرنا أن هذا القلب إنما هو إناء وأن اللسان عبارة عن مغرفة تأخذ من هذا الإناء فبقدر ما يمتلئ هذا القلب من خير, نرى هذا على طرف اللسان نسمع خيرا من صاحبه, وإذا ملأ والعياذ بالله رب العالمين بغير ذلك ما سمعنا إلا ما هو امتلأ به هذا القلب.
يقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ ولنا " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم".
إذا القضية خطيرة ولابد أن نتحدث فيها، الناس يظنون أن الكبائر إنما هي أن يشرب الإنسان الخمر والعياذ بالله أن يتعامل بالربا أن يرتكب الفاحشة أن يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
ألا يصلي ألا يؤدي زكاة ماله، نعم كل هذه كبائر وكل هذه موبقات خطيرة تردي الإنسان وتهلكه إلا إذا تاب ونزع وابتعد عما يغضب الله سبحانه وتعالى.
لكن كثيرا من الناس ينسون كبائر متكررة في اليوم والليلة، هذه الكبائر منبعها وللأسف الشديد لسان العبد، روي عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه قال "قلت: يا رسول الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ قال: "قل آمنت بالله ثم استقم. قلت: فما أتقي؟ فأومأ بيده إلى لسانه".
إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه
فمن اعتاد البذاءة وشتم الناس على تفاوت اجناسهم ومراتبهم والوانهم ، ففعله هذا فسوق، لما رواه الشيخان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
(إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء) وقال: (إن الله لا يحب كل فاحش متفحش)
وقال: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ، صخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة)
والجعظري هو: الغليظ المتكبر، والجواظ هو: الجموع المنوع، والصخاب هو: كثير الصياح. وهذه أوصاف تنطبق على كثير من الناس فانظر هل انت من هؤلاء اللذين يبغضهم الله ..
غالب أحاديثهم ألفاظ شنيعة مستبشعة، يأتون بها من الأماكن القذرة، وحديثهم من المراحيض
ومثل هذا السلوك ينافي كمال إيمان صاحبه، لما أخرجه أحمد والترمذي
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
وهو مما يعرض صاحبه لبغض الله له والعياذ بالله، ففي الترمذي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء".
(سباب المسلم فسوق) أي: يخرج عن طاعة الله تعالى، وقال: (ساب مؤمن كالمشرف على الهلكة)
وقال: (المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان)،
وقال صلى الله عليه وسلم: (أربى الربا شتم الأعراض) ..
(أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا... الحديث)
وفي آخره: (فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار). إذاً: عقوبة السب والشتم، والطعن واللعن، والفحش في القول يكون يوم القيامة،الطرح في النار
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم موصياً أحد الصحابة: (اتق الله! ثم قال له: وإن امرؤٌ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن أحداً).
فكيف باللذين يعلمون ابنائهم السب والشتم عندما يشتمونهم ويشجعونهم على شتم غيرهم
انظر ايها الاب وايتها الام كيف علم الرسول عليه الصلاة والسلام زوجته عائشه وقال لها يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش
عن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش".
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرضَ من عائشة فعلاً معيناً كان في أعداء الدين، فقد استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم- وكانوا يعنون بذلك الموت- أو يقولون: السِّلام عليكم- أي: الحجارة- فقالت عائشة رضي الله عنها- وقد فطنت لما قالوا وكانت نبيهة ذكية- قالت: وعليكم السام واللعنة، وفي رواية: عليكم السام ولعنة الله، وغضب الله عليكم،
وفي رواية: عليكم السام والذام- أي: الموت والذم- هذه الكلمات التي تلفظت بها في حق هؤلاء اليهود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المربي لزوجته: (يا عائشة ! لا تكوني فاحشة)
وفي رواية: (مه يا عائشة ! فإن الله عز وجل لا يحب الفحش والتفحش، قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم) رد بكلمة واحدة ليس فيها فحش ولا تفحش، وقال: (أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟)
وكيف يصنع من سلوكه هذا، والمسلمون لم يأمنوا شره، ولم يسلموا من لسانه،
بما روى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
قال ابن حجر في فتح الباري: (وفي التعبير باللسان دون القول نكتة فيدخل فيه من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء) انتهى.فهل انت مسلما حقا ؟؟ وهل حسن اسلامك؟؟
وقد أخرج البخاري و مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن المؤمن كقتله) وروى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لصديق أن يكون لعاناً)
قال العلماء: "يحرم لعن إنسان بعينه أو دابة".
وأخرج أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبواب الأرض دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً- أي: مسلكاً- رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها) إذا كان الملعون يستحق اللعن وقعت اللعنة، أو كان ممن لعنه الله تعالى أو رسوله، أو كان لعن الجنس كلعن اليهود والنصارى، أو لعن الفاسقين والمتبرجات، أو لعن النامصات والمتنمصات .. ونحو ذلك مما يجوز لعنه على وجه العموم، وإلا رجعت على صاحبها. حتى الدواب والبهائم والجمادات لا يجوز لعنها، فقد أخرج مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فضجرت امرأة من الناقة، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خذوا ما عليها من المتاع، ودعوها، فإنها ملعونة) لا يمكن أن يصحبنا ملعون في السفر، قال عمران : فإني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد، الدابة مهملة ولا أحد اقترب منها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوها) فتركوها، فإذاً هكذا عقوبة تعزيرية للاعن .. (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) حديث صحيح.
إذاً: هذا اللعن المنتشر بين الناس حرامٌ في حرام، ويرجع على قائله في العموم والغالب، وحتى قضية السباب والشتام إذا جاوز الإنسان المسبوب والمشتوم، فإنه يأثم لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء:148]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن إثم السب والشتم على البادئ إلا أن يتعدى المظلوم، فيسب ويشتم بأكثر مما حصل، وإن ترك السب والشتم حتى لو كان مظلوماً، فهو أحسن وأطيب.
فعن أبي هريرة أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، و أبو بكر ساكت، فلما أكثر رد عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله! كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت!
قال: (إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان
فعن جابر بن سليم قال: (قلت: اعهد إليّ يا رسول الله- أوصني- قال: لا تسبن أحداً، قال: فما سببت بعده حراً ولا عبداً، ولا بعيراً ولا شاة) أخرجه أبو داود بإسناد حسن. كم بين هذا وبين ما يحدث الآن من السب والشتم واللعن في المجالس والهواتف، والدكاكين والمحلات، ومجتمعات الناس ظاهرة سيئة، ويسب الرجل زوجته، ويلعن أولاده، وحتى أقرب الناس إليه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطهر ألسنتنا وقلوبنا، اللهم إنا نسألك العفة والعفاف،
فعلى كل منا أن يتوب إلى الله من هذا السلوك الذي يبعده من ربه، ويبغضه إلى المسلمين، ويؤدي به إلى نار الجحيم، ففي الترمذي وأحمد وابن ماجه عن معاذ في حديث طويل وقد ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ما يقربه إلى الجنة ويباعده من النار، فقال له بعد ذلك:
"ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا.
فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟.
فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
فيا ترى كم مسلم سببته وشتمته ؟؟ هل شتمت السائق؟؟
هل شتمتي الخادمه؟؟ هل شتمت ابناءك او اصدقائك
او من اختلفت معهم بالرأي او حتى شتمت الجمادات؟؟
فقم الان وتوضا وصلي واستغفر لذنبك الذي قد يكون سبب في طرحك في النار والعياذ بالله
واطلب من الله ان يطهر لسانك وعود ابناءك على طيب الكلام
ولكن إذا أصابت اللسان آفاته، عبد غير الله تعالى وأشرك به,
وأحدثت البدع وقرحت أكباد وعذب أبرياء ومظلومون،
وخربت بيوت وطلقت نساء وقذفت محصنات ونهبت أموال،
وخوصمت النفوس وملأت كرهاً لسب وقذف وشتم بعضنا البعض
قال الله تعالى :
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
(18)" سورة ق
اللسان هو المعبر عما في قلب الواحد منا، فالإنسان عبارة قلب في الداخل ولسان نسمع منه الخير والشر فإذا اعتبرنا أن هذا القلب إنما هو إناء وأن اللسان عبارة عن مغرفة تأخذ من هذا الإناء فبقدر ما يمتلئ هذا القلب من خير, نرى هذا على طرف اللسان نسمع خيرا من صاحبه, وإذا ملأ والعياذ بالله رب العالمين بغير ذلك ما سمعنا إلا ما هو امتلأ به هذا القلب.
يقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ ولنا " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم".
إذا القضية خطيرة ولابد أن نتحدث فيها، الناس يظنون أن الكبائر إنما هي أن يشرب الإنسان الخمر والعياذ بالله أن يتعامل بالربا أن يرتكب الفاحشة أن يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
ألا يصلي ألا يؤدي زكاة ماله، نعم كل هذه كبائر وكل هذه موبقات خطيرة تردي الإنسان وتهلكه إلا إذا تاب ونزع وابتعد عما يغضب الله سبحانه وتعالى.
لكن كثيرا من الناس ينسون كبائر متكررة في اليوم والليلة، هذه الكبائر منبعها وللأسف الشديد لسان العبد، روي عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه قال "قلت: يا رسول الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك؟ قال: "قل آمنت بالله ثم استقم. قلت: فما أتقي؟ فأومأ بيده إلى لسانه".
إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه
فمن اعتاد البذاءة وشتم الناس على تفاوت اجناسهم ومراتبهم والوانهم ، ففعله هذا فسوق، لما رواه الشيخان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
(إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء) وقال: (إن الله لا يحب كل فاحش متفحش)
وقال: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ، صخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة)
والجعظري هو: الغليظ المتكبر، والجواظ هو: الجموع المنوع، والصخاب هو: كثير الصياح. وهذه أوصاف تنطبق على كثير من الناس فانظر هل انت من هؤلاء اللذين يبغضهم الله ..
غالب أحاديثهم ألفاظ شنيعة مستبشعة، يأتون بها من الأماكن القذرة، وحديثهم من المراحيض
ومثل هذا السلوك ينافي كمال إيمان صاحبه، لما أخرجه أحمد والترمذي
عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
وهو مما يعرض صاحبه لبغض الله له والعياذ بالله، ففي الترمذي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء".
(سباب المسلم فسوق) أي: يخرج عن طاعة الله تعالى، وقال: (ساب مؤمن كالمشرف على الهلكة)
وقال: (المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان)،
وقال صلى الله عليه وسلم: (أربى الربا شتم الأعراض) ..
(أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا... الحديث)
وفي آخره: (فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار). إذاً: عقوبة السب والشتم، والطعن واللعن، والفحش في القول يكون يوم القيامة،الطرح في النار
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم موصياً أحد الصحابة: (اتق الله! ثم قال له: وإن امرؤٌ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن أحداً).
فكيف باللذين يعلمون ابنائهم السب والشتم عندما يشتمونهم ويشجعونهم على شتم غيرهم
انظر ايها الاب وايتها الام كيف علم الرسول عليه الصلاة والسلام زوجته عائشه وقال لها يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش
عن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش".
إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرضَ من عائشة فعلاً معيناً كان في أعداء الدين، فقد استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم- وكانوا يعنون بذلك الموت- أو يقولون: السِّلام عليكم- أي: الحجارة- فقالت عائشة رضي الله عنها- وقد فطنت لما قالوا وكانت نبيهة ذكية- قالت: وعليكم السام واللعنة، وفي رواية: عليكم السام ولعنة الله، وغضب الله عليكم،
وفي رواية: عليكم السام والذام- أي: الموت والذم- هذه الكلمات التي تلفظت بها في حق هؤلاء اليهود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المربي لزوجته: (يا عائشة ! لا تكوني فاحشة)
وفي رواية: (مه يا عائشة ! فإن الله عز وجل لا يحب الفحش والتفحش، قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم) رد بكلمة واحدة ليس فيها فحش ولا تفحش، وقال: (أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟)
وكيف يصنع من سلوكه هذا، والمسلمون لم يأمنوا شره، ولم يسلموا من لسانه،
بما روى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
قال ابن حجر في فتح الباري: (وفي التعبير باللسان دون القول نكتة فيدخل فيه من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء) انتهى.فهل انت مسلما حقا ؟؟ وهل حسن اسلامك؟؟
وقد أخرج البخاري و مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن المؤمن كقتله) وروى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لصديق أن يكون لعاناً)
قال العلماء: "يحرم لعن إنسان بعينه أو دابة".
وأخرج أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبواب الأرض دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإن لم تجد مساغاً- أي: مسلكاً- رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها) إذا كان الملعون يستحق اللعن وقعت اللعنة، أو كان ممن لعنه الله تعالى أو رسوله، أو كان لعن الجنس كلعن اليهود والنصارى، أو لعن الفاسقين والمتبرجات، أو لعن النامصات والمتنمصات .. ونحو ذلك مما يجوز لعنه على وجه العموم، وإلا رجعت على صاحبها. حتى الدواب والبهائم والجمادات لا يجوز لعنها، فقد أخرج مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فضجرت امرأة من الناقة، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: خذوا ما عليها من المتاع، ودعوها، فإنها ملعونة) لا يمكن أن يصحبنا ملعون في السفر، قال عمران : فإني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد، الدابة مهملة ولا أحد اقترب منها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوها) فتركوها، فإذاً هكذا عقوبة تعزيرية للاعن .. (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) حديث صحيح.
إذاً: هذا اللعن المنتشر بين الناس حرامٌ في حرام، ويرجع على قائله في العموم والغالب، وحتى قضية السباب والشتام إذا جاوز الإنسان المسبوب والمشتوم، فإنه يأثم لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء:148]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن إثم السب والشتم على البادئ إلا أن يتعدى المظلوم، فيسب ويشتم بأكثر مما حصل، وإن ترك السب والشتم حتى لو كان مظلوماً، فهو أحسن وأطيب.
فعن أبي هريرة أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، و أبو بكر ساكت، فلما أكثر رد عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله! كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت!
قال: (إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله، وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان
فعن جابر بن سليم قال: (قلت: اعهد إليّ يا رسول الله- أوصني- قال: لا تسبن أحداً، قال: فما سببت بعده حراً ولا عبداً، ولا بعيراً ولا شاة) أخرجه أبو داود بإسناد حسن. كم بين هذا وبين ما يحدث الآن من السب والشتم واللعن في المجالس والهواتف، والدكاكين والمحلات، ومجتمعات الناس ظاهرة سيئة، ويسب الرجل زوجته، ويلعن أولاده، وحتى أقرب الناس إليه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطهر ألسنتنا وقلوبنا، اللهم إنا نسألك العفة والعفاف،
فعلى كل منا أن يتوب إلى الله من هذا السلوك الذي يبعده من ربه، ويبغضه إلى المسلمين، ويؤدي به إلى نار الجحيم، ففي الترمذي وأحمد وابن ماجه عن معاذ في حديث طويل وقد ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ما يقربه إلى الجنة ويباعده من النار، فقال له بعد ذلك:
"ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا.
فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟.
فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
فيا ترى كم مسلم سببته وشتمته ؟؟ هل شتمت السائق؟؟
هل شتمتي الخادمه؟؟ هل شتمت ابناءك او اصدقائك
او من اختلفت معهم بالرأي او حتى شتمت الجمادات؟؟
فقم الان وتوضا وصلي واستغفر لذنبك الذي قد يكون سبب في طرحك في النار والعياذ بالله
واطلب من الله ان يطهر لسانك وعود ابناءك على طيب الكلام
DaNyA- الـمـشـرف الـعـام
-
تـقــيـيـم : 919
رد: "هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟!"
لسانكٌ حصانكٌ أن صنتهَ صانكٌ وأن خنتهٌ خانكَ ..
غاليتي : دانياَ
جزآكِ الله خيرآ ووضعهآ في ميزآنَ حسناتكٌ ..
دمتِ بخيرٌ دومآ ..
إلك ..
آήـثـــ?- مراقب إداري
-
تـقــيـيـم : 141
رد: "هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟!"
جزاك الله خير الجزاء واطيبه
لا حرمت روعتك ..
تحياتي
لا حرمت روعتك ..
تحياتي
DaNyA- الـمـشـرف الـعـام
-
تـقــيـيـم : 919
رد: "هل يكبُّ الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟!"
عن أبي بكر الصديق:«أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "علمني الدعاء أدعو به في صلاتي"، قال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم"» [رواه البخاري].
جزاك الله الخير كله عاجله وأجله
مشكوره علي الطرح الرائع
لكي ودي
جزاك الله الخير كله عاجله وأجله
مشكوره علي الطرح الرائع
لكي ودي
sosoqueen- مـــشــرف منتديات
-
تـقــيـيـم : 619
مواضيع مماثلة
» نمل النار يهدد امريكا
» أُبصم هنا << •.♥.•° °•.♥.• أنا مصـــري •.♥.•° °•.♥.•
» إضرام النار فى عدد من المبانى الحكومية فى داكار
» تاجر فاكهة يفتح النار على2 من زملائه "بأكتوبر"
» الجيش يطلق النار في الهواء .. وإصابة طاقم الحكام النمساوي
» أُبصم هنا << •.♥.•° °•.♥.• أنا مصـــري •.♥.•° °•.♥.•
» إضرام النار فى عدد من المبانى الحكومية فى داكار
» تاجر فاكهة يفتح النار على2 من زملائه "بأكتوبر"
» الجيش يطلق النار في الهواء .. وإصابة طاقم الحكام النمساوي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى